لقاء البابا مع السيستاني يحدث ضجة في الأوساط العالمية، والواشنطن بوست تتحدث عن ال 50 دقيقة التاريخية..

نشرت جريدة “الواشنطن بوست” هذا التقرير عن لقاء البابا بالسيد السيستاني، ننشره مترجماً كما وردنا دون حذف أو اضافة:

التقى البابا فرنسيس اليوم السبت باحدى سلطات العالم الاسلامي الرائدة، اية الله العظمى علي السيستاني، في محاولة لتحسين الروابط بين الاديان التي قضت قرون يسفك دماء بعضها البعض.

اجتماع السبت بين البابا وآية الله السيستاني سيكون محور رحلة فرنسيس في الأيام الاربعة الى العراق، نظرا لتأثير السيستاني في الاسلام الشيعي.

فهو الشخصية البارزة للشيعة في العراق والعديد من انحاء الشرق الاوسط – ونادراً ما يفتح بابه لقادة العالم.

عقد الاجتماع الخاص الذي استمر 50 دقائق ” تاريخية”، وهو اطول قليلا من المخطط له في مقر اقامة السيستاني المتواضع في النجف الاشرف اقدس مدينة للشيعة في العراق.

لقد حدث هذا اللقاء مع عدم وجود وسائل اعلام، ومن غير الواضح اذا كان فرانسيس او السيستاني سيتحدث اكثر عن محادثتهما. عرض التلفزيون العراقي خطاً من سيارات الدفع الرباعي في حي السيستاني وسيارة مرسيدس استخدمها البابا ركنت بالقرب من مسكنه. وقد أطلق الفاتيكان على الاجتماع ′′ زيارة مجاملة،” لكنها يقيناً لم تكن زيارة مجاملة فحسب، وقال ان فرانسيس مرحب به لاول مرة في مقر الاقامة من قبل ابن السيستاني محمد رضا. اللقاء بين فرانسيس والسستاني بحد ذاته يرقى الى عرض رمزي لاتباعهم حول اهمية التعاون. فهذه الرسالة اكثر الحاحاً نظراً للاوضاع في العراق، وهي امة تمزقها الاشتباكات الدينية المستعصية على ما يبدو.

فقد هرب المسيحيون من العراق .. السنة والشيعة هبطوا من اجل السلطة ووجدت المراصد العرقية نفسها مستهدفة بعنف اثناء حكم الدولة الاسلامية ” داعش”، التي سيطرت منذ عدة سنوات على ثلث الاراضي العراقية. السيستاني، 90 عاما، ينظر اليه على انه شخصية معتدلة في العراق، وعلى مر السنين اظهرت تصريحاته احتراماً للأطياف والطوائف الاخرى. لقد حشد السيتاني جموع العراقيين للتصويت لاسقاط حكومة رئيس وزراء عبد المهدي.

كما ساعد في تقليب المد ضد داعش واصدر فتوى دعت العراقيين للانضمام الى قتال المجموعة. كان لهذا التدخل عواقب غير متوقعة، ولكنه سمح ايضا للمجموعات المدعومة من ايران – المشاركة في القتال – بتعميق سلطتها ونفوذها على البلاد. السيستاني، على الرغم من أنه من مواليد ايران، لكنه يعارض النظريات التي تدعم الدولة الايرانية. يجادل السيستاني بانه ينبغي ان يكون رجال الدين اكثر استشارة، بدلا من التدخل في عملية صنع قرارات الحكومة. لقاء فرنسيس ليس تأييدا لرؤية السيستاني، لكنه يمكن ان يعطي متابعيه شعورا بالتشجيع.