العراق يطالب العالم بالتعامل “عسكرياً” مع الفساد كما تحالف ضد الإرهاب

أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، يوم الأربعاء، أن العراق يتجه نحو التعافي ليعود إلى ممارسة دوره في المنطقة الإقليمية التي تأثرت سلباً بغيابه طوال السنوات الماضية، فيما دعا إلى التعامل العسكري دولياً مع ملف الفساد.

وذكر المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان ، أن صالح استقبل اليوم في قصر بغداد، أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ووزراء العدل ورؤساء مجالس القضاء العربية، وممثلين عن منظمات وشخصيات قانونية، من المشاركين في أعمال المؤتمر الدولي لـ”استرداد الأموال المنهوبة” في بغداد.

وقال صالح خلال اللقاء، بحسب البيان، إن “العراق يتجه نحو التعافي وحضوره مهم في المنطقة، وغيابه لسنوات طويلة عن لعب دوره المطلوب في المنطقة بسبب الحروب وصراعات الآخرين هو مبعث تأسف، وانعكس على الدول العربية والمنطقة بشكل سلبي”.

وشدد على أن “تعافي العراق وقوته هو تعافٍ وقوة لكل المنطقة”.

وأكّد على “أهمية مؤتمر استرداد الأموال المنهوبة”، لافتاً إلى أن “المشكلة الكبيرة التي تواجه العراق والكثير من دولنا هي مشكلة الفساد الذي ينخر منظوماتنا، كما أنه يمثل الاقتصاد السياسي للعنف والإرهاب”.

ولفت إلى أن “داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية اعتمد بشكل كبير على أموال الفساد لإدامة نفسها”.

وطالب رئيس الجمهورية، بأن يتعاطى “العالم مع ملف الفساد والثروات غير المشروعة كما تم التعاطي مع ملف الإرهاب عسكرياً”، موضحاً أن “أحد الأسباب الرئيسية لما جرى في أفغانستان يعود إلى الفساد الذي أصاب منظومة الحكم الأفغانية والتي أفقدتها الشرعية”.

وأشار إلى أن رئاسة الجمهورية “قدمت مشروع قانون (استرداد عوائد الفساد) والذي يتضمن إجراءات عملية استباقية رادعة، وخطوات لاحقة لاستعادة أموال الفساد عبر آليات عمل تقوم على إبرام اتفاقات مع البلدان، وتعزيز التعاون مع المنظمات والجهات الدولية المتخصصة، والاستفادة من التجارب العالمية الناجحة لكبح هذه الظاهرة”.

وأضاف أن “الفساد ظاهرة تتخطى الطوائف والقوميات والحدود، وهي منظومة مترابطة ومتلازمة، وجزء كبير من العنف الذي أصاب العراق مرتبط بشبكات الفساد المالية من التهريب والتجارة غير المشروعة”.

ونوه صالح إلى ان “محاربة التطرف والإرهاب وتثبيت دعائم الاستقرار في البلد لا يمكن إلا بمواجهة الفساد بمثل ما واجهنا به الإرهاب”.

ودعا إلى أن “يكون هناك توافق وسياقات عمل عربية وإقليمية ودولية من أجل مكافحة هذه الآفة الخطيرة”، معرباً عن أمله في أن تتحول نتائج مؤتمر بغداد لاسترداد الأموال المنهوبة الى نتائج عملية وإجراءات قانونية وفعلية”.

وختم رئيس الجمهورية بالقول، إن “نجاح العراق في هذا المسعى سينعكس إيجابا على كل المنطقة”.