ثلاثة ساعات في حضرة الرئيس

سعد الاوسي

في لقاء طويل امتد لاكثر من ثلاث ساعات مع دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في اول ايام العام الجديد في بيته ، جرى التداول فيها حول العديد من قضايا الوطن و هموم المواطنين التي تشكّل الاهتمام المشترك الاول لكلينا، دولته من موقعه الحكومي المسؤول في اعلى هرم السلطة، وانا من موقع مسؤوليتي الاعلامية الرقابية الساندة للجهد الحكومي بتشخيص مواطن الخلل والفساد وفضحه ووضع الحقائق والمعطيات الدقيقة امام انظار دولته لتطهير اجهزة الحكومة من الفساد الذي انهك الدولة على مدى سنوات طويلة، اضافةً لاقتراح آفاق عمل جديدة من شأنها النهوض بحياة المواطن و تقليل معاناته و ضمان رفاهيته ولو في حدودها الدنيا. وقد لمست من دولته ذات الحرص والهمة والاخلاص الذي عهدته فيه طوال ازمنة تسنمه للمسؤولية في مناصبه السابقة مع قدر اكبر من التواضع والاهتمام بأدق التفاصيل التي من شأنها اعادة بناء الدولة و تحقيق مصلحة المواطن.
وخلافا لحسابات الزمن مرّت الساعات الثلاث من لقائي بدولته مرورا سريعا في حديث ذي شجون وشؤون تخللته اضافةً لما سلف، احاديث عن ذكريات مشتركة جمعتنا واخوة واصدقاء فارقونا الى دار البقاء مازالت ذكراهم عطرة نديّةً في قلوبنا.
وقد تحدث دولته في اللقاء عن خططه في القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين ومطاردة الاموال المسروقة المهربة الى الخارج واستردادها، كما تحدث عن رؤيته لاصلاح الاجهزة الامنية وخاصة جهاز المخابرات، وكذلك عن دعم سلّة غذاء المواطن بمواد جديدة في القريب العاجل وخاصة للمشمولين ضمن شبكة الرعاية الاجتماعية وكان دولته بين لحظة واخرى يردد عبارة ( لابد من رفع مستوى الفقراء الى اقصى مانستطيع وتوفير حياة كريمة لهم )، وكذلك وجدت فيه حرصه على العمل لاعادة عافية الاقتصاد العراقي واستقراره ودعمه للقطاعات الصناعية والزراعية بصورة خاصة.
وفي اطار الحديث عن الاعلام ودوره واهميته، قدّمت لدولته رؤية سريعة عن واقع الاعلام العراقي الحكومي والخاص، وظاهرة التمويلات الخارجية التي تتلقاها بعض القنوات الفضائية والشبكات الاعلامية من اجل تنفيذ اجندة مرسومة لها بدقة بقصد الاساءة والتسقيط السياسي، وقد وجدت من دولته اطلاعا واسعا وتشخيصاً دقيقاً لمجمل المشهد الاعلامي ورؤية مستقبلية واعدة لصناعة اعلام عراقي مهني وطني يسهم مع الحكومة في تنفيذ خطة الانقاذ والاصلاح التي وعدت بها.
وفي ختام اللقاء ودعني دولته على امل لقاءات مستقبلية دورية تجمعنا للاطلاع على مراحل تقدم خطته الحكومية الوطنية الواعدة التي اعتقد بيقين انها ستشكل نهضةً كبيرة للوطن والشعب خاصة واننا نبدأ عصر النزاهة والامانة واسترداد الحقوق الضائعة كما ثبت لنا خلال الاشهر القليلة الماضية مع هذا الرجل النبيل طاهر اليد.