أسعد العيداني يتوسل الحنانة لنيل منصب رئاسة الوزراء، والصدر يرفض مقابلته …..!

تحدثت الانباء عن محاولة قام بها محافظ البصرة الحالي أسعد العيداني، من اجل اللقاء بالسيد مقتدى الصدر، حيث ينوي العيداني عرض خدماته على الصدر، مقابل ان يوليه منصب رئاسة الوزراء المقبلة، وهنا نتذكر القول المأثور

“طالب الولاية لا يولى” وهذا ينطبق على العيداني تماماً، وكلنا يعرف ان السيد مقتدى الصدر ذكي ولماح، ويعرف ان السعي بهذه الطريقة المحمومة ليس أمرا محموداً ولا مقبولاً على أي حال، لذلك رفض اللقاء به، رغم بقاء العيداني يومين متتالين في النجف الأشرف منتظراً نجاح المساعي والوساطات في إقناع السيد الصدر بتحقيق هذا اللقاء.

وهنا دعونا نسأل بهدوء وبنقاش موضوعي كما طرحه اهل البصرة أنفسهم وقبل غيرهم، ماذا قدم العيداني، الذي دفع به الحكيم الى الواجهة، ثم سرعان ما قلب له ظهر المجن، وغدر بالحكيم، وبعدها اشترك في مسرحية هزلية في مجلس النواب باتفاق مع قوى معينة، وغدر برئيس الوزراء حيدر العبادي، وأطاح به من استحقاقه في دورة رئاسة ثانية آنذاك، وحول مظلومية البصرة الى صفقة مع تلك القوى التي أطاحت بالعبادي على الرغم من استحقاقه الواضح آنذاك!.

واذا كان الرجل انقلب على الحكيم والعبادي بالأمسِ، فهل سيضمن الصدر ولائه لمشروعه السياسي الاصلاحي اليوم، مؤكداً ان الصدر يعرف بواطن الأمور، وخلفيات الأحداث، كما يعرف ان البهرجة الاعلامية والتلميع الذي يجري للرجل تقف خلفه مصالح شركات ومقاولون كبار، وجهات مالية معينة، ولاسيما ان الرجل شكل من خلال استغلال موارد البصرة وما تصرفه الحكومة الاتحادية كارتلاً مالياً يحرك الإعلام ويوظفه لصالحه، فيما لا يزال مواطنو البصرة يشربون الماء المالح ليومنا هذا، رغم البكائيات والصراخ واللطم الذي لم يكن على أهل البصرة، قدر ما هو بحث عن مغانم سلطوية بحتة.

أن البصرة ليست بخير أبداً، ولم يصلح العيداني من واقعها العميق المزري شيئاً مهماً، قدر ما هي عمليات ترقيع وتزويق وخطاب اعلامي وبروبغندا مفضوحة، يراد منها تصدير الرجل للفضاء السياسي على أنه صالح لقيادة العراق، وأنه سيكون (شبيه) الكاظمي في إدارة الدولة، لاسيما في ظل هذه الظروف الأقليمية والدولية التي لا تتحمل مغامرة نزقة في العراق، كما غامرنا عام 2018 بعادل عبد المهدي وانتهينا بأزمة كادت أن تُضيع العراق برمته لولا لطف الله وعنايته.

ان سعي العيداني بهذه الطريقة ومن يقف خلف العيداني انما هو التفاف واضح على مطالب الجماهير بحكومة وطنية، تقاد من شخصية قادرة على ان تكون عامل توحيد وترصين لجميع الجبهات، لا عامل تأزيم ولعب على وتر المتناقضات وبالتالي زج البلاد في أتون سياسي لا يعرف أحد مخرجه.

هذه التحركات كما تقول الأنباء واجهها السيد الصدر بما ينبغي، وقطع الطريق عليها مبكراً، فرفض مقابلة المتسلق العيداني، خاصة وأن الصدر قد أكد ان العراق بحاجة الى استقرار وطني، والتخلص من التبعية بشكل واضح، وأن يكون ملف حكومته المقبلة ملفاً داخلياً بحتاً، ويمنع ان تكون له تفرعات أو اذرع خارج البلاد من أي جهة، وهذا ما أكدته تغريدة الصدر مؤخراً، وهو ما يعني أن الرحلة من البصرة الى الحنانة باءت بالفشل على أي حال، وعلى العيداني ان يهتم بالبصرة وان ينفق أموالها بما يرفع من مستواها الخدمي ويوقف زحف العشوائيات التي يجد الناس انفسهم مضطرين لها، حتى أكلت وجه البصرة الجميل، فهل سيتراجع الرجل عن طموحه النزق، ويكتفي بكونه محافظاً ونائباً للدورة الثانية على التوالي على الرغم من أنه لم يؤدِ اليمين الدستورية في خرق دستوري فاضح واضح، ولا نعرف سبب صمت الجهات المختصة عنه لغاية الأن ؟.