خلاف الساسة وتوحد الشعب..!

سرى العبيدي ||

بعض الساسة وبقصد أو بدونه، يسبب تشويشا للرأي العام بتصويره أن الخلافات بين الكتل السياسية هي خلافات تعمقت في المجتمع العراقي وليس في ألأفق حل لها، وهو قول تكرر كثيرا هذه الأيام .
آخر ما قيل في هذا الصدد هو ما صدر عن أحد النواب السنة حيث قال:” بأن الأزمة السياسية التي تشهدها الساحة العراقية تجذرت في المجتمع العراقي ولا يمكن حلها. وبالأخص بين المصالح الشخصية السياسية ولا يمكن حلها. وإن العراق لا يمكنه الخروج من الأزمة التي تشهدها الساحة العراقية بسبب الطائفية، وأن كل سياسي يعمل للمحافظة على طائفته أو قوميته”
وكما ترون فإنه قول يخلط عاليها سافلها، يخلط بين الحقيقة والوهم، وبين الصدق والتشويش..
نعم مثلما ما قال السيد النائب أن الأزمة متجذرة بسبب المصالح الشخصية والسياسية، لكنها ليست هكذا في المجتمع العراقي، فالمجتمع العراقي ينزع دوما نحو الوحدة والتآلف وتهوين الخلافات وحلها.
في ذاكرة أبناء شعبنا مشكلات كبرى أستطاع العقلاء من رجال الدين ووجهاء القوم وشيوخ العشائر وقادة الفعاليات الاجتماعية حلها، مختلف محافظات العراق على تنوع مكوناتها، ممارسات رسخت مفاهيم جديدة في العمل السياسي، خلاصتها أن الأزمات السياسية مسألة طلبعية في العمل الديمقراطي، اليست الديمقراطية هي فن إدارة الخلافات، وانها تسعى [ن تبقيها كخلافات ولا تتحول الى إختلافات!
إن الأصل أننا شعب موحد متكاتف متآلف يئن فيه أبن الجنوب لجراح أبن الشمال، وترتفع حرارة أجساد الموصليين أذا أصاب أهل البصرة عارض لا سامح الله..
صحيح أن البحث بين الكتل السياسية على نقاط مشتركة بات أمرا صعب المنال، لكنه ممكن فقط إذا تم فتح صفحة جديدة وقبول الرأي الآخر.